في وقت تتواصل فيه الهجمات التركية على المنطقة، بالتوازي مع تهديدات جديدة باحتلال المنطقة أطلقها رئيس دولة الاحتلال التركي، أردوغان بعد انعقاد قمة حلف الشمال الأطلسي في العاصمة الإسبانية مدريد، قدم اليوم 33 حزباً وقوى سياسية في شمال وشرق سوريا رسالة الى مقر الأمم المتحدة في حي السياحي بمدينة قامشلو، تشجب الهجمات التركية على المنطقة.
وبمشاركة ممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية تم قراءة الرسالة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، إلى الرأي العام من قبل عضو المكتب السياسي لهيئة التنسيق الوطنية - حركة التغيير الديمقراطي، خلف داوود.
وتضمن نص الرسالة:
"نحن ممثلو الأحزاب والقوى السياسية في شمال وشرق سوريا، نعبر عن قلقنا العميق إزاء تهديدات الدولة التركية بشن عدوان جديد تجاه مناطقنا، التي تقطنها شعوب وأديان متعددة، متعايشة ومنتظمة تحت مظلة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وإننا، نستنكر تلك التهديدات، ونعتبرها انتهاكاً سافراً للسيادة الوطنية، وتجاوزاً على وحدة وسلامة الأراضي السورية، ونسفاً لكل تفاهمات وقف إطلاق النار التي تمت برعاية دولية في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019، نحذر كذلك من تأثيرات العدوان التركي المحتمل على حالة الاستقرار والسلام الأهلي والتعايش فيما بين المكونات المحلية، والتأثير على التركيبة السكانية القائمة، وتعريض شعوب وتراث وثقافات المنطقة لخطر الإبادة والإمحاء.
ونعتقد أن أي عمل عسكري جديد في المنطقة، لن يفيد إلا في إضافة مزيد من الاستقطاب والتعقيد في المواقف الدولية حول سوريا، ما سيضعف قدرة المجتمع الدولي على أداء دوره المنشود بخصوص وضع الأزمة السورية على سكة الحل، وخاصة أن تركيا عضو في حلف الناتو والتحالف الدولي لمحاربة داعش.
كما نرى أن أي تصعيد عسكري من الجانب التركي، سيكون حافزاً للمنظمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش، في زيادة نشاطاتها التخريبية، وهو ما سينعكس على السلم والأمن الدوليين، وخاصة أن منطقتنا تضم أكبر مراكز احتجاز الإرهابيين في العالم كله.
وعليه فإننا كأحزاب سياسية عاملة في شمال وشرق سوريا نطالب الأمم المتحدة من خلالكم باتخاذ موقف رادع للتهديدات التركية، يتضمن فرض منطقة حظر للطيران في أجواء شمال وشرق سوريا، لحماية المدنيين الآمنين من الغارات التركية المتواصلة، إضافة لمحاسبة تركيا على انتهاكاتها المستمرة بحق الأهالي، فمن الواضح أن حكومة أنقرة تتجاهل بشكل صارخ سلامة المدنيين، ولا تعبأ بالقوانيين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، وتتكئ على ضعف ردود الأفعال تجاه نهجها العدائي.
كما ندعوكم للعب دور الراعي والضامن، للتوصل إلى حل كافة القضايا الخلافية بيننا وبين تركيا بما في ذلك الهواجس الأمنية التركية، وذلك عبر الحوار والطرق السلمية، بعيداً عن الحروب والنزاعات الذي أنهكت السوريين وفاقمت أزماتهم. ونحن واثقون من رغبتكم بالإسهام في رفع المعاناة عن شعبنا ودرء المخاطر عنه".
وبعد الانتهاء من قراءة الرسالة، ناشد عضو المكتب السياسي لهيئة التنسيق الوطنية - حركة التغيير الديمقراطي، خلف داوود على ضرورة تصعيد النضال واتخاذ مواقف صارمة لكسر هجمات الاحتلال ودعا الأهالي للمشاركة في حملة الهاشتاغ التي ستنظم في سبيل فرض حظر جوي على شمال وشرق سوريا.
وفي الختام، سُلّمت رسالة الأحزاب والقوى السياسية إلى مقر الأمم المتحدة الواقع في قامشلو من قبل المتحدث باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لقمان أحمي، ونائبة سكرتير حزب الاتحاد الوطني الحر في روج آفا هدى شيخموس، والإداري في حزب المحافظين حسن الهاشمي، وعضو المكتب السياسي لهيئة التنسيق الوطني - حركة التغيير الديمقراطي خلف داود.
وكانت الأحزاب والقوى السياسية قد أصدرت في تاريخ 28 حزيران المنصرم، بياناً إلى الرأي العام دعت خلاله المجتمع الدولي لمحاسبة الاحتلال التركي على جرائمه وفرض حظر جوي على شمال وشرق سوريا؛ لمنع الجرائم التركية.